nnnnnn

الأحد، 5 أبريل 2015

النقود الفلسطينية عبر العصور

بتاريخ:  4:39 ص  |  فلسطين الكاتب: ♥

  النقود الفلسطينية عبر العصور    

عرف الشعب الفلسطيني النقود قبل 4000 عام؛ حيث تطور سك النقود عبر العصور منذ وجود الكنعانيين الأوائل وصولًا إلى الانتداب البريطاني مرورا بالعصور الرومانية والبيزنطية والإسلامية والعثمانية؛ ثم استخدمت هذه النقود كقطع للزينة تتزين بها النسوة الفلسطينيات وذلك حتى فترة متأخرة من العهد العثماني، وأصبحت هذه العادة من التراث الفلسطيني.
وتعد النقود من الوثائق التاريخية المهمة؛ ولها علم خاص بها يسمى علم (النميات)، وهذا العلم يبحث في نوعية النقود وتاريخها والأمم التي ضربتها، ويفسر جوانب حضارتها، كما يكشف عن قسمات النقود الفنية وأبعادها الجغرافية ووزنها الاقتصادي ومدلولها السياسي.
وتعد النقود المعدنية الفلسطينية خير مساعد على معرفة المدن والممالك القائمة في العهود الخالية؛ ذلك أنها تنطق بحقيقة ذلك الزمن فتساهم بإعادة كتابة التاريخ الحقيقي بعيدًا عن الزيف.
ومن هنا يمكن تقسيم مراحل النقد في فلسطين إلى أربع وهي:
أولًا:
العهود القديمة حتى الفتح الإسلامي
يعود أقدم ظهور للنقد في فلسطين إلى الكنعانيين القدامى؛ فقد كانت نقودهم تشبه القضبان والصفائح والحلقات، وتطورت لتصبح على شكل أقراص معدنية متساوية تقريباً وعليها طابع رسمي. وعندما غزا الفرس فلسطين أواخر القرن السادس قبل الميلاد ظهرت أول المسكوكات التي استعملت في فلسطين وكانت من فئتين:
1. ذهـبيـة تـدعى "دارك" نسـبة إلى دارا الأول (مـلك فـارس).
2. فئة تدعى "سجلوس"، وهي كلمة يونانية مشتقة من الكلمة الآرامية "شقل".
وعلى الوجه الأول لكلتا الفئتين كان يظهر نحت للملك الفارسي وه ويعتمر التاج الملكي ويحمل النبل على كتفه والقوس بيمينه؛ أما على الوجه الآخر فكان يظهر أثر السندان الذي سكَّت عليه تلك القطع.
في منتصف القرن الرابع قبل الميلاد ظهرت مسكوكات فارسية أخرى من الفضة يظهر على وجهها ملك فارس كما في العملة الأولى، وعلى الخلف يظهر المرزبان (أي الحاكم الفارسي) على صهوة جواد يعد ووه ويعتمر " التيارا" ويحمل بيمينه رمحاً.
وبما أن لممالك فلسطين علاقات تجارية مع الكثير من الممالك السائدة حولها خلال تلك الفترة فقد كان من الطبيعي ظهور عملات أخرى؛ فقد ازدهرت التجارة بين الحكم في أثينا والساحل الفلسطيني، وظهرت خلال الفترة بين القرنين الخامس والرابع قبل الميلاد عملة نقدية يونانية سكت من الفضة يظهر على وجهها الأول رأس الآلهة "أثينا" وهي تعتمر خوذة مزخرفة بنباتات وعلى الوجه الآخر من هذه القطعة النقدية ظهر رسم بومة متجهة بجسمها إلى اليمين وبرأسها إلى الأمام، وخلفها خصلة زيتون وهلال، وعلى جهة اليمين الأحرف الثلاث الأولى من اسم أثينا.
واستمر استخدام هذه النقود المعدنية حتى عام 333 ق•م عندما احتل الإسكندر المقدوني فلسطين برمتها، حيث سكّت في عهده النقود بكميات كبيرة في المدن العربية من الشمال في أنطاكية إلى دمشق وصيدا وعكا في الجنوب.
وخلال السنوات من 332 ق.م إلى 306 ق.م سكّت النقود المعدنية من الذهب والفضة والنحاس وسميت الذهبية منها "ستيتر" (STATER)؛ وتميزت هذه النقود بالجمال الفني والدقة والإتقان، وظهر على الوجه الأول منها رأس أثينا وهي تعتمر الخوذة المزخرفة بتنين وثعبان ومزينة بالريش، وعلى الوجه الآخر إلهة النصر تحمل بيمينها إكليلاً من ورق الغار وبيسارها صولجاناً، وعلى يمين المسكوكة اسم الإسكندر بالأحرف اللاتينية، وتزن نح و(8.8غ).
أما المسكوكات الفضية فكان منها ثلاث فئات: "تترا دراخما" أي ثلاث دراخمات، و"دراخما" واحدة، و"نصف دراخما". وتزن قطعة التترا دراخما أ و"الثلاث دراخمات" نح و(17غ)، وقطعة الدراخما نح و(4.4 غ)؛ وعلى الوجه الأول من المسكوكات النحاسية والفضية ظهر رأس هرقل، وعلى الوجه الآخر كيس النبل واسم الإسكندر على يمينه.
وعند اقتسام قادة الإسكندر مملكته العظيمة أخذ كل منهم يسك النقود على هواه، فكانت تحمل اسم "أنتيغونس" ثم اسم ولده (ديمتر يوس بوليوركتيس)، أ واسم "بطليموس" الأول الذي درجت مسكوكاته في فلسطين والتي حملت صورة الإسكندر ثم بدلها عام 305 ق.م لتحمل صورته معتمراً تاجاً ذهبياً على الوجه الأول واسمه ولقبه باليونانية على الوجه الآخر.
وظلت مسكوكات البطالمة تستعمل في فلسطين حتى عام 198ق.م حينما استولى "أنطي وخوس" الثالث على فلسطين فدرجت مسكوكاته التي تميزت بجمالها ودقتها، وكانت الفضية منها تحمل على وجهها الأول رأس الملك يعتمر تاجه الذهبي، وعلى الوجه الآخر رسم الإله "أبولون" جالساً على المقعد الحجري في المعبد، ويظهر اسم الملك ولقبه على جانبي المسكوكة بالأحرف اللاتينية، وزاد أنطيوخوس الرابع على المسكوكات التي ضربها أجداده قطعاً نحاسية وفضية جديدة، واستمر تداول هذه العملة إلى ما بعد ثورة المكابيين؛ حيث أخذ الملوك الحشمونيون يسكون عملتهم النحاسية خالية من صور الأشخاص مزخرفة بقرني خصاب أ وخوذة على وجهها الأول، وعلى الوجه الآخر ظهر اسم الملك محاطاً بإكليل الغار.
وقد حصلت معظم المدن الفلسطينية خلال العهد الروماني على حق ضرب نقود تحمل اسمها؛ حيث وجدت قطع نقدية صكت عليها أسماء مدن فلسطينية، ومن هذه المدن التي وجدت أسماؤها على القطع النقدية:
صفورية، طبرية، قيسارية، نابلس، سبسطية، إيليا كابتولينا (القدس)، عسقلان، غزة، تل السمخ، عكا، اللد، عمواس، يافا، أنتيدون، رفح، بيت جبرين، أسدود، بيسان، أرسوف، حيفا، وغيرها.


 






شارك الموضوع :

معلومات كاتب الموضوع

يتم هنا كتابة نبذه مختصره عن كاتب الموضوع. تحتاج أشجار النيم الهندي إلى القليل من الماء وهي تنمو بسرعة وتضرب بجذورها عميقا في التربة. ألماني يزرع هذه الأشجار في الأراضي الجافة في شمال بيرو. شاهد جميع موضوعاتي: نويد اقبال

0 التعليقات:

سياسية الاستخدام-سياية الخصوصية-اتصل بنا
© 2013 ♥ فلسطيني ولي الفخر ♥. تصميم من Bloggertheme9
قوالب بلوجر. تدعمه Blogger.
back to top