nnnnnn

الجمعة، 24 أبريل 2015

صناعه العسل وتربيته في فلسطين

بتاريخ:  5:31 ص  |  فلسطين الكاتب: ♥

صناعه العسل وتربيته في فلسطين



من أهم ما يميز فلسطين، رغم مساحتها الصغيرة جداً بالمقارنة مع الدول الأخرى، مناخها الذي ليس له نظير، فهو يتنوع باختلاف مناطق الوطن وارتفاعاتها ومواقعها، ووفق تغير العديد من العوامل؛ ما ساعد على تنوع حيوي يضم عددًا هائلاً من النباتات والحيوانات والحشرات.
ويمكن توضيح ذلك فيما يلي:
تقع فلسطين ضمن منطقة المناخ المعتدل (مناخ البحر الأبيض المتوسط).
تتميز فلسطين، رغم صغر رقعتها الجغرافية، بتعدد تضاريسها ومناخاتها، ومن أهم تضاريسها:
1. الجبال الشمالية: والتي تسقط عليها الثلوج في الشتاء، كما في الدول الأوروبية الباردة، والتي يتزلج عليها المتزلجون، ومثال ذلك منطقة "جبل الشيخ".
2. الصحارى: ومناخها جاف حار، ولا تسقط بها الأمطار إلا نادرًا، وبنسب لا تذكر، ومثال ذلك صحراء النقب.
3. السهول: والتي تتميز بملاءمتها للزراعة طوال السنة، واعتدال مناخها، ومنها: السهل الساحلي وسهل مرج بن عامر.
4. السواحل: حيث لفلسطين سواحل على بحرين من أهم بحار العالم وهما المتوسط والأحمر كما أنها تقع على البحر الميت.
5. الأغوار: وبها أخفض نقطة على سطح الأرض، وذلك في منطقة أريحا، حيث تنخفض إلى ما يقرب من نصف كيلومتر عن سطح البحر.
إن هذه التضاريس لا تتوفر مجتمعة في أي مكان في العالم، سوى في فلسطين والمنطقة العربية حولها "مصر والشام".
أدى تنوع المناخ هذا إلى تعدد أشكال الحياة وأنواعها، لتشكل أرض فلسطين بساطًا يضم العديد من النباتات، وما يشبه المحمية الطبيعية في تعدد حيواناتها وحشراتها، فضمت ما يعيش من هذه الكائنات في المنطقة الباردة، أو الحارة؛ الرطبة أو الجافة.
ويشكل نحل العسل أحد الكنوز الطبيعية التي حباها الله لهذا الوطن، وقد اعتنى المزارع الفلسطيني بالنحل منذ القديم، ورباه في مساكن تسمى "قواديس"، وهي عبارة عن خلايا فخارية تشبه الأنابيب، وتوضع فوق بعضها، وقد تصنع من الطين والقش، ووضع هذه القواديس في بساتين الأشجار القريبة من سكنه، بعيدًا عن الأوساخ والقاذورات، واختار لها مواقع تحميها من البرد والمطر؛كي لا تذوب. وكان يحرص على وضعها بين الأشجار كي "يطرد" إليها الطرود الجديدة.
وكان المزارع الفلسطيني يضع حوض ماء نظيف من الصخر تطفو على وجهه عيدان نباتية، يسهل وقوف النحل عليها للشرب في أيام الصيف والحر.
وكان النحل يربى بغرض الاكتفاء الذاتي، وتوفير ما يحتاج إليه الناس من غذاء ودواء، وكانت تربية النحل هواية أكثر منها مهنة يعتمد عليها.
ثم تطورت الخلايا في فلسطين كباقي دول العالم حيث أصبحت من الخشب كخلية لانجستروث، التي تتسع لعشرة براويز، وذلك في عهد الانتداب؛ حيث تم إدخالها أولاً للمدارس الزراعية، ثم انتشرت تدريجيا بعد عام 1967.
السلالات:
من السلالات المحلية الموجودة في الوطن: النحل البلدي، والنحل السوري. الذي يعيش في سوريا وفلسطين ولبنان، ومنه صنفان: يسمى أحدهما النحل "السياقي" وهو نحل ضعيف الإنتاج وشرس الطباع وميال للتطريد؛ أما الصنف الثاني فهو أكبر حجما من الصنف الأول، ويسمى بالنحل "الغنامي"، وهو نحل هادئ الطباع، إنتاجه من العسل أكثر بقليل من الصنف الأول.
ومع الزمن وتطور تربية النحل، أدخلت أنواع وسلالات أخرى، كالإيطالي، وأنواع أخرى مهجنة.
وقد تميزت سلالات النحل في فلسطين والشام عن باقي سلالات العالم بوجود صنفين يمثلان أساس سلالات النحل في العالم؛ فمما هو معلوم، أن ألوان سلالات النحل العالمية محصورة بين النحل الأصفر الفاتح والأسمر الغامق، (مع العلم بأن اللون وحده لا يحدد الصفات، ولكنه يعدّ عاملاً أساسيًا في تحديد سلالات النحل).
وصنفا النحل الموجودان في بلادنا هما: الحارثي (أصفر ليموني)، ويسمى في الشام "السيافي"؛ والقمري (يميل إلى السمرة)، ويسمى في الشام "بالغنامي".
ويمكن التدليل على ذلك من خلال الشواهد أو على الأقل بعض المؤشرات على ذلك، ففلسطين والشام محصورتان بين بلاد القوقاز في الشمال (غرب الهملايا)، ومصر في الجنوب، ومن المعلوم أن النحل القوقازي أسمر اللون والنحل المصري أصفر اللون؛ أما النحل الفلسطيني الشامي فيجتمع فيه اللونان: اللون الأسمر (الغنامي والقمري)، واللون الأصفر (السيافي والحارثي).
ويمتاز النحل في بلادنا بخاصيتي: التأقلم، ومقاومة الأمراض؛ ما جعل منه سلالة صالحة للانتخاب والتحسين.
الجدوى الاقتصادية لتربية النحل في فلسطين:
تعد مشاريع تربية النحل أحد أهم فروع الإنتاج الزراعي الحديث، الأقل كلفة إذ أنها تعتمد استغلال رحيق الأزهار لإنتاج العسل، وهذه الثروة تظل مفقودة إذا لم يتمكن النحل من استغلالها وتحويلها إلى عسل.
وهي تشكل جزءًا مهمًا من الدخل القومي لقطاع غزة؛ حيث يقدر الدخل السنوي من إنتاج وبيع العسل فقط، بأكثر من مليوني دولار أمريكي.
ويمكن مضاعفة هذا المبلغ عدة مرات عند استغلال النواحي الإنتاجية الأخرى من تربية النحل التي تدر دخلاً مباشرًا، مثل: طرود النحل، إنتاج الملكات، إنتاج الغذاء الملكي، كذلك فإنها ذات فوائد غير مباشرة أعظم بكثير من الفوائد المباشرة؛ حيث ثبت علميا أن 80%من التلقيح وعقد الثمار يعتمد على النحل. بل وفي كثير من الأحيان يعتمد عليه في إنتاج أصناف معينه للتصدير.
أما حاليا فيقوم الفلسطينيون بتربية النحل بالطرق العلمية، ويستخدمون أحدث الأجهزة والتقنيات في تربية النحل ومنتجاته؛ حيث إدراك المواطن الفلسطيني أهمية هذا القطاع والميزات التي تختص بها أرض فلسطين، والظروف التي تعيشها، والتي تحتم التركيز على هذا القطاع أكثر من غيره؛ فتنوع المناخ يمكن المزارع من نقل النحل للتصييف والتشتية، وملاحقة النباتات وهي في طور الإزهار؛ والنحل في فلسطين يعمل ثمانية أشهر في السنة، بعكس العديد من الدول التي لا يعمل فيها النحل سوى شهرين في السنة.
كما أن النحل يمكنه الوصول إلى المناطق التي يحظرها الاحتلال؛ فيستطيع دخول المستوطنات والمعسكرات والأراضي المصادرة، ويستطيع الوصول إلى المراعي التي تقع وراء الجدار الاحتلالي، والاستفادة منها كمراع؛ لذا فإنه من الضروري العمل على فكرة تعميم تربية النحل في كل بيت، لتوفير الأمن الغذائي والعلاجي.
ومنذ عام 1994 حتى عام 2000 تزايدت أعداد الخلايا في فلسطين من 47900 إلى 65921 خلية نحل، وتزايد الإنتاج من 368 طناً إلى 521 طناً.
أنواع العسل المنتج في الأراضي الفلسطينية:
تختلف أنواع العسل تبعاً لعوامل كثيرة ومتداخلة، منها: اختلاف أنواع النحل، واختلاف المرعى، من أشجار وأزهار وتربة وعوامل بيئية، تشمل العوامل المناخية، والجغرافية، ومن أشهر أنواع العسل:
- العسل الجبلي، ويتميز العسل الجبلي بلزوجته العالية.
- عسل جبلي حنون مر
- عسل الزيتون
- عسل الزهور البرية
- عسل حبة البركة
- عسل الزعتر
- عسل السدر
- عسل القرنفل
- عسل الأعشاب الطبية، مثل الكسبرة والنعناع والبابونج والينسون والكمون والكراويا، وهو غني بالزيوت الطيارة ذات القيمة العالية.
- عسل الفراولة
- عسل السمسم
- عسل الكركدية
- عسل الريحان
- عسل التفاح
- عسل الخوخ
- عسل الموز
- عسل الكافور
- عسل الورد البلدي
- عسل الحمضيات وهو من أحسن الأنواع، وله رائحة ممتازة، وهو أكثر الأنواع شيوعًا.
أهم المشاكل التي تواجه النحالين في فلسطين هي:
1- نقص الخبرات: وأدى إلى الحد من تطور معظم النحالين. وهنا تأتي أهمية الإرشاد الزراعي والمتخصص للمربيين، وتأهيل نحالين جدد وتشجيعهم للعمل في الميدان ومساعدتهم، كما يمكن إنشاء تعاونيات فاعلة.
2- الأمراض: توجد لدى النحل قابليه عاليه للإصابة بالأمراض. وعدم تقيد النحالين ببرامج وقائية يؤدي إلى انتشار الأمراض والآفات، إضافة إلى اكتظاظ المناحل بخلايا النحل.
3- التسويق: عدم وجود هيئات تسويقية متخصصة لحماية الإنتاج المحلي، ومنافسة العسل الإسرائيلي المستورد. ولا بد من حل مشاكل التسويق، ومراقبة جودة المنتج، وضبط الأسعار، وحماية الإنتاج المحلي بعدم استيراد العسل أو السماح للعسل الإسرائيلي بمنافسة الإنتاج المحلي.
4- استيراد معظم الصناعات النحلية من إسرائيل والخارج بأسعار عالية؛ ما يشكل عقبة أمام تطور تربية النحل في فلسطين.
5- استعمال المبيدات الحشرية، ومبيدات الأعشاب.
6- قلة المراعي: وعدم وجود توجه عام لزراعة نباتات مراعي النحل.
7- عدم توفر مختبرات للكشف عن الأمراض، وفحص جودة العسل.
8- عدم وجود جهات داعمة لتبادل الخبرات مع دول العالم في هذا المجال.
9- وقد عمد الاحتلال من خلال اتباع منهج التدمير بمختلف أشكاله في التأثير على قطاع النحل من خلال تدمير البيئة الفلسطينية، وتدمير الغطاء النباتي في الأراضي الفلسطينية، من خلال إلقاء النفايات ومياه مجاري المستوطنات في الأراضي الفلسطينية، وتجريف الأراضي، وساهم في تدمير العديد من المراعي التي يعتمد عليها النحل. وكذلك الحال بالنسبة إلى الاعتداءات من قبل المستوطنين على خلايا النحل وحرق المراعي وتلويثها بمخلفات المصانع، الذي أدى إلى تلوث النباتات والمراعي بشكل عام وبالتالي قلة الإنتاج بالرغم من تزايد عدد الخلايا.
كما ساهم التحكم بالأسواق الفلسطينية من خلال طرح منتجات المستوطنات، على حساب سوق العسل الفلسطيني؛ ما أدى إلى كساده.
أما بالنسبة للسوق المحلية، فإن استهلاك الفرد من العسل يبلغ حوالي 175 غم سنوياً، ويعتبر هذا دون الحد الأدنى عالمياً، والذي يبلغ 500 غم؛ ما يبين أهمية تطوير هذا القطاع وزيادة الإنتاج؛ حيث إن الإنتاج الحالي لا يغطي إلا 30% من نسبة الاستهلاك المحلي.
مما سبق يتبين وجود مشكلة مزدوجة تواجه قطاع النحل في فلسطين؛ فهي تشمل: قصور الإنتاج عن تلبية حاجات الاستهلاك المحلي؛ وفي ذات الوقت تبين مدى قصور السوق المحلية عن تشكيل طرف يمكن الاعتماد عليه لتسويق الإنتاج.
إن دراسة مشكلات تربية النحل في المناطق الفلسطينية، ودعم قطاع إنتاج العسل ومنتجات النحل، يسهم مساهمة فعالة في توفير أمن غذائي للمجتمع، ويخلق فرص عمل لفئات كثيرة تعاني من البطالة. ثم إن وجود صناعات نحلية ذات تقنية عالية لتوفير مستلزمات النحل الضرورية يقلل من المصاريف العالية لاستيرادها ويمكن تصنيعها محليا، مثل ورش عمل متخصصة في إنتاج (البراويز) وشمع الأساس، وأدوات النحال والعاسلات.
منتجات النحل




شارك الموضوع :

معلومات كاتب الموضوع

يتم هنا كتابة نبذه مختصره عن كاتب الموضوع. تحتاج أشجار النيم الهندي إلى القليل من الماء وهي تنمو بسرعة وتضرب بجذورها عميقا في التربة. ألماني يزرع هذه الأشجار في الأراضي الجافة في شمال بيرو. شاهد جميع موضوعاتي: نويد اقبال

0 التعليقات:

سياسية الاستخدام-سياية الخصوصية-اتصل بنا
© 2013 ♥ فلسطيني ولي الفخر ♥. تصميم من Bloggertheme9
قوالب بلوجر. تدعمه Blogger.
back to top